السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أبواب السمآء مفتوحة
{ إذا أجدبت الأرض ، و جف الضرع ، و انقطع الماء عن الزرع ،
مدَّ الزرع يد الطلب يستعطي ، و أمال الرأس خاضعاً ،
و خلع ثوب الأوراق شاكياً ، طالباً من الله حرارة الشمس و برودة الماء ،
و لطف الهواء ،و احتضان التربة ،
منادياً إياك بلسان حاله :
" بي مثل ما بك و لم أقبل على غيره و علتنا متشابهة و لم ألجأ إلى سواه ،
خالقنا واحد و لم أطرق باب فقير مثلي ، فتعلم مني " . }
◦• استغاثة •◦
حين تصرخ من قسوة الظلم فلا تسمع سوى صدى صوتك ،
و تتأوه من شدة الألم فلا تجد الأنين ، و تنهمر من عينيك
العبرات من وقع القهر ، فاعلم أنك تملك سهاماً نافذة يغفل
عنها الظالمون ، و لا يغفل عنها رب المستضعفين ، و
تنطلق من قوس دعائك لحظة أن تصدح بهتاف .. يا رب ..
حين تشكل ذنوبك سداً يحول بينك و بين النور ، و حين
تمثل أثامك قيداً يمنعك من المسارعة في الخيرات ، و حين
يعلو الران و تستحكم الأقفال ، فاعلم أن لك ربَّا يغفر
الذنوب جميعاً ، إذا سمع منك ابتهالات هتاف .. يا رب ..
حين يضطرب الموج ، و تهيج العاصفة ، و تطيش العقول
،و يعلو الصراخ ، و يفتضح الضعف ، و يعترف الناس
بعجزهم و قدرته ،و فقرهم و غناه ، عندما تلهج الألسنة
في استماتة و ضراعة ، و استنجادات هتاف .. يا رب ..
حين تسلك الطرق فتجدها قد سُدت ، و تطرق الأبواب
فتجدها قد أغلقت ، و تطلب العون من أهل العون فما ثم
إلا عاجز أو جبان ، فاعلم أنه أنما سد عليكَ الأبواب كلها
لتطرق بابه ، و قطع عنك الحبال جميعها لتعصم بحبله ، و
أنه اشتاق إلى أن يسمع منك نغمات هتاف .. يا رب ..
حين تحل النكبة ، و تستحكم البلية ، و تتكسر النصال على
النصال ، و تربط حبال الخطوب عقدها ، و تكون الظلمات
بعضها فوق بعض ، فتيقن أن نورا عظيماً يبدد دياجير هذه
الظلمات ، يشرق من ثناياها هتاف .. يا رب ..
حين يستند الغني إلى ماله ، و يعتمد القوي على بطشه ، و
يركن صاحب الجاه إلى نفوذه و سلطانه ، فإن المؤمن
يطرح كل هذه القوى بعيداً ، و يستند إلى ربها و موجدها و
يأوي إلى ركن شديد ، حين تنطلق من أعماق أعماقه
استغاثات هتاف .. يا رب ..
مما قرأت .. من كتاب صفقات رابحة
لـ د.خالد أبو شادي
تعليقات: 0
إرسال تعليق